الجدران في ظل تفشي الوباء - هو معرض للصور عبر الإنترنت  يتضمنه تأملات في الصور المعروضة ، والذي تم إعداده بفضل مساهمات العديد من االأشخاص  حول العالم، من الفلبين حتى المكسيك. إنه يعرض جزءا من واقع الشعوب في مناطق متفرقة من العالم، ويحدد الروابط المشتركة بين شعوب مختلفة حول العالم ليكون مصدرا للالهام في الصراع من أجل الحصول على واقع أفضل

الجدران هي رمز للقمع والاستغلال والاقصاء والتمييز والسلب. في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد ومارافقه من اغلاق وحجر صحي ، زاد عدد الجدران التي تقوم على القمع والاقصاء والاستبداد ، وأصبحت تلك الجدران أكثر وحشية وأكثر وضوحًا.  ولكن خلف تلك الجدران يوجد مجموعات وحراكات  من الناس الذين يحملون تطلعات نحو بناء عالم بدون جدران

يعد هذا المعرض جزءًا من العملية المستمرة للجمع بين جهود الحركات حول العالم  والذي  بدأ في عام 2017 ، عندما أطلقت الحركات الفلسطينية والمكسيكية نداءا يدعو إلى العمل للعيش في عالم بدون جدران ، والذي تم تبنيه الآن من قبل أكثر من 400 من مجموعات وحركات وشبكات من جميع أنحاء العالم. قبل حوالي أكثر من 17  سنة ، شرعت إسرائيل ببناء جدار الفصل العنصري. منذ ذلك الحين،  تبنى العالم ببطء النموذج الاسرائيلي حتى دخلنا في مرحلة حيث عدد الجدران في تزايد

الصور
1 / 17
بيت لحم، فلسطين المحتلة
أمجد خواجا
طاقم الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان

ماهو الجدار الذي تحاربون ضده؟

بنت  منظومة الفصل العنصري الاسرائيلية الجدار لحبسنا في بانتوستانات صغيرة ولخلق حاجز فاصل "بيننا" و "بينهم." ومع ذلك، نقوم بحرف الجدار عن هدفه المنشود المتمثل في الفصل العنصري ، لنخلق بذلك روابط ومعاني جديدة  تتحدى الاحتلال. نستخدم الجدار لتكريم شهداءنا الذين قتلوا على يد الاحتلال الإسرائيلي

كيف تغير الوضع مع تفشي الوباء؟

في ظل انتشار الوباء والقيود المشددة التي يفرضها الاحتلال الاسرائيلي ، فإن تنظيم احتجاجات في سبيل نضالنا ضد الاحتلال أو التعبير عن تضامننا مع نضالات الشعوب الأخرى هو تحد حقيقي. في القدس ، على سبيل المثال ، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة للفلسطينيين للتضامن مع الأمريكيين من أصول أفريقية عقب مقتل جورج فلويد على يد شرطي أبيض وللتعبير عن الغضب عقب  مقتل إياد حلاق ، وهو شاب فلسطيني مصاب من مدينة القدس

كيف تقاومون الجدار؟

حاليا يوجد جدارية لجورج فلويد أضيفت إلى جانب جداريات لشهدائنا وأسرانا وضحايا  الصراعات من الهند إلى أمريكا اللاتينية. من خلال جدارية فلويد على الجدار ، نخلق مساحة لتعزيز شبكات التضامن مع أخواتنا وإخواننا من ذوي البشرة الداكنة ، ليس فقط في الولايات المتحدة. تمثل جدارية فلويد على الجدار ارتباطنا بجميع نضالات المظلومين ، أولئك الذين يعانون من وحشية الشرطة ، أولئك الذين يتم استغلالهم واستعبادهم وتشريدهم والتمييز ضدهم. جدارية فلويد وغيره هي عبارة عن حلقة وصل مع الحركات القائمة للنضال  ضد الظلم والاضطهاد في جميع أنحاء العالم متجاوزين بذلك  كل القيود والحدود المفروضة

يعاني الفلسطينيون وأصحاب البشرة الداكنة والأشخاص الملونون  من نفس نظام الاضطهاد الممنهج الرامي الى ترسيخ تفوق الجنس الأبيض على باقي الأجناس الأخرى. ولهذا ، نعتقد أن نضالنا من أجل التحرر وتقرير المصير ينسجم مع تطلعات شعوب أخرى حول العالم  في تقرير المصير والتحرر ، حيث لا يمكن لنضالنا أن ينجح الا من خلال التضامن المتبادل مع الشعوب الاخرى الذي يتجاوز حدود الدولة القطرية

2 / 17
هونج كونج
ترين فيديريس
ترين فيديريس

ماهو الجدار الذي تحاربون ضده؟

السكن مكلف هنا في هونغ كونغ. يمكن أن يعادل استئجار شقة مكونة من غرفتي نوم (والتي تكون في معظم الحالات ، بمساحة غرفة ونصف) هنا استئجار أربعة شقق على الأقل في مانيلا. يتعين على السكان المحليين المخولين للحصول على سكن الانتظار لسنوات حتى يتم استيعابهم. القول بأن المساحة هنا هي امتياز هو تبخيس من أهميتها. يبدو أن المتاجر ، باستثناء المتاجر المبنية والمؤسسة بشكل جيد ، في حالة تغير دائم.  تكون موجودة هنا اليوم وتختفي غدا. على الأقل هنا يتم تقدير الحدائق، مقارنة بمانيلا بالطبع. هذا مؤكد ، في مكان حيث المساحة فيه شحيحة

في أيام الأحد ، يستبدل حشد العاملين في المكاتب كما المعتاد بحشد من العمال المهاجرين الذين يعملون في المنازل. أصبحت الممرات التي كانت بمثابة جسور إلى الوجهة التالية مراكز لتبادل الحديث.  وبدلا من المركبات التي تمر ست أيام على التوالي في الاسبوع، تمتلىء الشوارع بالطعام. في المكان الذي تكون فيه المساحة ضئيلة، ، كل جزء من المكان يصبح له استخداما جديدا

كيف تغير الوضع مع تفشي الوباء؟

من السياسة المفروضة للعيش هنا إلى التمييز في الأماكن العامة ، غالباً ما يشعر العاملون في المنازل من المهاجرين بأن هونغ كونغ لا يوجد فيها مكان لهم. في مكان تندر فيه المساحة ، يتكيف البعض مع ما يُمنح لهم. يمكن القول أن هونغ كونغ ليس فيها مكان حتى لسكانها الأكثر فقراً. ومع خصخصة قطاع الرعاية الصحية ، لا مفر من معاناة المزيد من السكان. وكما هو الحال مع جميع الأزمات ، مثل جائحة الكورونا، فإن القطاعات المهمشة هي الأكثر معاناة

كيف تقاومون الجدار؟

الحصول على مساحة هو بمثابة العيش. وإذا لم يكن هناك مساحة؟ نحن نتحرك لفعل شيء ما. نحن نوفر مساحة. نعمل. في مكان حيث المساحة شحيحة ، تأتي الحرية من خلال الاصرار على العمل

3 / 17
كوماركا دي نيجار، الأندلس، الدولة الاسبانية
اسماعيل، ناشط في حملة التنظيم الان
نادية اوزجاه

ماهو الجدار الذي تحاربون ضده؟

جدار آخر في جنوب الأندلس. خط فاصل بين الرأسمالية الأكثر بشاعة للزراعة المكثفة في ريف ألميريا وبين الطبيعة والأشخاص الذين يقومون بهذا العمل الضروري للحفاظ على استمرارية الحياة بشكل عام، وليس فقط حياتهم

نحن نتحدث عن ألميريا ، وهي مقاطعة لم تشهد أبدًا تحشيدا وحراكا كبيرا ، تتميز بطابع اجتماعي سياسي عدائي ، وتتميز البلديات التي تحكمها بالدخل العالي للفرد وكذلك بكونها الأول في عدم المساواة والفقر في الدولة الإسبانية بأكملها. تدعم الزراعة من قبل العمالة المهاجرة وتنتج الصادرات ملايين اليورو في حين يحرم العمال من حقوقهم الأساسية ، مثل تسوية وضعهم كمهاجرين أو منحهم حقوق العمال أو الحصول على سكن لائق

خلف "جدار" منطقة نيجار ، هناك أكثر من 70 قرية من الصفيح يعيش فيها أكثر من 8000 مهاجر ، يعملون في الحقول. حتى وقت قريب لم يكن هناك سوى الرجال ، ولكن هناك حاليًا زيادة كبيرة في أعداد النساء اللواتي يعشن تحت البلاستيك والخشب في حالة من الهشاشة المطلقة. حتى مقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نفسه قد عرّف هذه البلدات الفقيرة على أنها أسوأ من مخيمات اللاجئين

كيف تغير الوضع مع تفشي الوباء؟
شهد الجنوب أدنى مستوى من حالات الاصابة بفيروس كورونا المستجد ولكن بالرغم من ذلك فالمكان يعاني من عواقب اجتماعية واقتصادية. على مدى السنوات الثلاثين الماضية (تقريبًا) لم يتغير شيء. مازال هذا "الجدار" موجودا. ومع ذلك ، فقد اكتسب مستوى التنظيم الذاتي لأولئك الذين يعانون منه المزيد من القوة. الجيل الذي ننتظره قد وصل وسيكونون هم الذين سيحاربون هذا الجدار

4 / 17
بوينوس ايريس، الأرجنتين
تنسيق الضواحي من أجل التحضر الحقيقي
مجموعة الفنون توكا-توكا

 ماهو الجدار الذي تحاربون ضده؟

تحارب فيلا 31 ضد جدار من الإقصاء والطرد على أساس حسن المظهر. يشرح أحد السكان كيف أن الجدار مبني على الكراهية والعنصرية "حجمنا صغير،ولون بشرتنا أسود ، ولدينا ملامح السكان الاصلانيين ونعيش في مجتمع يعبترنا قبيحين. هذا ما يجعلنا هذا المجتمع نشعر به وتشجعه هذه الحكومة. إنه يجعلنا نشعر بأننا لا نملك الحق في أي شيء ، ولا نستحق بأن يتم الاستماع إلينا ، وأننا لسنا شيئًا. في العام الماضي ، أصدرت المدينة قانونًا يفتح فيلا 31 للمضاربات الحضرية. تقول مارثا:  "القانون محدد ، ويحتوي على مواد قانونية قد تؤدي الى الطرد"

كيف تغير الوضع مع تفشي الوباء؟

تؤكد سيلفانا أوليفيرا ، أن السياسات الحالية للإهمال والإقصاء مدمرة خاصة مع تفشي الوباء: "لا يوجد أي من تدخلات حكومة المدينة ذو فائدة. [...] نطالب  بمساعدة العائلات حتى تتمكن من البقاء في البيوت خلال الحجر الصحي مع توفر الطعام الأساسي لهم، لأننا نعلم في هذه الأيام أنه لا يوجد أحد لديه طعام في منزله ليبقى في المنزل لمدة خمسة عشر يومًا ، فهذا غير واقعي. يعتاش الجميع هنا في الحي بالمياومة ، وإذا كنت لا تعمل فلا يمكنك احضار طبق من الطعام إلى المنزل "

كيف تقاومون الجدار؟

"نحن كمنظمات نساعد الجيران بما ينقصهم من مواد التنظيف والكحول المعقمة، هذا مااستطعنا تحقيقه من خلال جمع التبرعات. ولكن بخلاف حقيقة أننا منظمات حيث أننا على استعداد للمساعدة، فان الحكومة هي التي يجب أن تتيح للناس هذه الاحتياجات." بحسب قول سيلفانا عشية مؤتمر صحفي يندد بجدار الاهمال والاقصاء

5 / 17
فافيلا لا ماري، ريو دي جانيرو، البرازيل
ديفي ماركوس
جزيل مارتنز

هناك العديد من التحديات التي نواجهها نحن سكان الأحياء الفقيرة في ريو دي جانيرو في البرازيل مع تفشي فيروس كورونا المستجد وتزايد عدد المصابين والقتلى بسببه.  في ظل انتشار الوباء العالمي ، حيث بالرغم من أنه ينبغي أن تكون الأولوية لحماية حياتنا وضمان حقوقنا، لكن سياسات الرئيس بولسينارو وكذلك سياسات الحكومات المحلية (في المدن والمقاطعات) تسلب منا حقوقنا فقط

نحن في الأحياء الفقيرة في ريو دي جانيرو نعيش متروكين لمصيرنا ، نحن نعيش بلا ماء ، بلا عمل ، بدون طعام ، ونعاني من الهجمات المستمرة من قبل الجيش والشرطة المدنية. هناك بالفعل عدد لا يحصى من الأطفال السود والفقراء الذين قتلوا في أحياء ريو وأطرافها هذا العام. في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام ، قُتل أكثر من 600 شخص ، معظمهم من الشباب السود ، في الأحياء الفقيرة على أيدي القوات الحكومية وقوات الإبادة التابعة للحكومة البرازيلية

لأننا نختنق  بسبب سياسة الموت التي تتبعها الحكومة  البرازيلية وتفاقم سوء الأحياء الفقيرة ، نظمت التجمعات التي هي جزء من حركة "فافيلا" في ريو دي جانيرو مظاهرتين تحت العنوان:حياة السود مهمة. كان اتخاذ هذا القرار في وقت الوباء ضروريًا وعاجلًا لأننا نحن سكان فافيلا نشاهد عن كثب كيف يموت شعبنا جراء إطلاق النار و تفشي الوباء والجوع - الواقع القاسي لعدم المساواة الاجتماعية. علاوة على ذلك ، فإن هذه المجموعات الفافيلية نفسها قد عرضت قضية أمام المحاكم تطالب - على الأقل في هذه الفترة من الوباء - بعدم قيام الشرطة بأي عمليات في أراضينا. القضية مازالت مستمرة في المحكمة ، وإذا فزنا بها ، سنكون قد حققنا انتصارًا مؤقتًا ولكن بالغ الأهمية

تقوم هذه الجماعات نفسها التي تعيش في هذه المناطق وتكافح من أجل نشر الوعي بين الناس وتقديم سلات غذائية أساسية ومواد تنظيف حتى لا يتدهور الوضع أكثر وألا تستمر أعداد القتلى والمصابين بالفيروس في الارتفاع. وبعبارة أخرى ، فإن جدران  اللامساواة الاجتماعية في البرازيل ،  وأنحاء متفرقة من أمريكا اللاتينية ، ومعاناة الشعب الفلسطيني بطريقة مشابهة بسبب سلب الاحتلال الاسرائيلي موارده، تجعلنا بحاجة ملحة الى  إلى جعل نضالنا عالميا ضد جدران  اللامساواة الاجتماعية ،وجدران الفصل العنصري. إن دورنا هو مكافحة الجدران المرئية وغير المرئية التي تفصل بين شعوبنا. يجب أن يكون كفاحنا متحدًا ضد الدول التي تنشر الرعب بين السكان وتجعل من الصعب علينا حتى البقاء على قيد الحياة ، مما يهدد حياتنا وحياة شعوبنا بالأسلحة والحروب المختلقة والعنصرية. دعونا نجعل كفاحنا متحدا على مستوى العالم من أجل حياتنا وتاريخنا! التضامن في النضال

6 / 17
الصحراء الغربية
محفوظ محمد لامين بكري
محفوظ محمد لامين بكري

مانوع الجدار الذي تحاربون ضده؟

فاطيمتو من الصحراء الغربية ، تبلغ من العمر 54 عامًا ، وقد  كانت تعيش في المنطقة المحررة شرقي الجدار الذي يقسم أراضيها. كانت تعيش كبدوية تقوم بتربية الماشية بالقرب من الجدار المغربي. عندما كانت في الثلاثين من عمرها فقدت ساقها بعد انفجار لغم أرضي. يُعرف الجدار المغربي من قبل سكان الصحراء الغربية  باسم "جدار العار" ويحتوي على أكثر من 7 ملايين لغم أرضي يعرض حياة سكان الصحراء الغربية  للخطر بشكل يومي. تقول فاطيمتو "أشكر الله أنني فقدت ساقي فقط ، لقد كان الحادث مأساويًا ولم أتوقع أن أحظى بفرصة العيش بعده". كما يهدد الجدار حياة الحيوانات فتروي فاطيمتو: "كل يوم نرى الإبل والماعز والأغنام تصاب وتفقد أجزاء من أجسادها بسبب حوادث الألغام ، وبما أننا لا نمتلك مرافق وخدمات بيطرية ، فإن هذه الحيوانات تفقد حياتها"، (انظر الصورة المرفقة)

كيف تغير الوضع مع تفشي الوباء؟

تقول فاطيمتو: "نحن كبدو رحل نعتمد على ماشيتنا كمصدر للرزق وبسبب الجفاف هذا العام نحن ملزمون باستخدام المركبات لجلب المياه من الآبار وكذلك لتغذية ماشيتنا من الدول المجاورة (الجزائر وموريتانيا) فالجدار ودولة الاحتلال (المغرب) يمنعوننا من الحصول عليها من الجزء الآخر من بلادنا. وتضيف فاطيمتو: " لقد غيرت الأزمة الصحية  المتمثلة بتفشي فيروس كورونا المستجد بشكل سريع كل شيء ، "منذ اذار من هذا العام ، تم إغلاق جميع الحدود الداخلية ولا يمكننا الوصول إلى البلدان المجاورة للحصول على علف  للحيوانات أو وقود لسياراتنا. نحن نفقد ماشيتنا بشكل يومي

كيف تقاومون الجدار؟

تروي فاطيمتو والدموع تنهمر من عينيها: "نحن سكان الصحراء الغربية، نخوض معركة شجاعة للغاية ، معركة ضد الاحتلال ، ضد جدار يقسم أرضنا وشعبنا ، ضد الألغام التي تحصد أرواح أحبائنا وكذلك ماشيتنا والآن أصبح انتشار فيروس كورونا المستجد معركة أخرى."  تلعب فاطميتو وغيرها من النساء في الصحراء الغربية دورًا كبيرًا من أجل تخطي المحنة التي يمر بها سكان المنطقة، وهي نشطة جدًا في بناء المؤسسات في الأراضي المحررة من  الصحراء الغربية وفي مخيمات اللاجئين في الجزائر والحفاظ عليها ، وهي تلعب أيضا دورا مهما في عملية  إدانة بناء الجدار كجريمة، وعلى الرغم من إعاقتها ، فهي موجودة في جميع الأعمال السلمية ضد الجدار والاحتلال. تؤكد فاطيمتو بأنه "على الرغم من كل هذا ، نحن شعب شجاع فيه نساء قويات ونعتقد أننا سنتغلب على كل هذا ، ولن نستسلم أبدًا وسنواصل معركتنا حتى نحصل على حقوقنا وحقنا المشروع في تقرير المصير والاستقلال وسيتم إزالة هذا الجدار يومًا ما ، أنا متأكدة

7 / 17
سوريا/الفلبين
ري اسيس
ري اسيس، بعثة اسيا والمحيط الهادي للمهاجرين

كان يمكن أن يكون شظية الزجاج هذه جزءًا من نافذة شخص آخر، لكنني لا أعرف

كل ما أتذكره هو أنني كنت واقفاً على الأرض بعد ظهيرة أحد الأيام الحارة عام 2003 عندما أحضرني أصدقائي السوريون إلى الجولان السوري ، أو الى الجزء الذي تبقى منه. كانت الأنقاض والطوب الذي كان يوما ما أسقفة منازل وذكريات الابتسامات الجميلة على وجوه الأطفال قبل قصف منازلهم من قبل "جيرانهم" يحيط بي

بين الفينة والأخرى ، أبحث عن قطعة الزجاج هذه لتذكرني بأن حروب الاحتلال والعدوان لا تزال محتدمة ، وبناء الجدران بين الناس ، بين أحلامهم في الحصول على سيادتهم ، على وبلدهم مازال مستمرا هو الاخر يحول بينهم وبين الحق في العيش بسلام عادل

8 / 17
بيكرزفيلد، بيركلي، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية
ثيو ريجبي، زعيم ديني-الصورة على اليمين. جوان بيرتو-الصورة على اليسار، معتقل ميسا فيردا
د. أليسون ج. تانر، زعيمة دينية في حركة الأديان من أجل سلامة الانسان وراعية كنيسة لاكشور المعمدانية، اوكلاند، كاليفورنيا

وصف الصورة - توضح هذه الصورة كلاً من جدران سجن وكالة انفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأمريكية والأساليب الجبارة التي يتبعها اولئك الموجود داخل وخارج السجن لهدم جدران السجن. على اليسار: المعتقلون المضربون عن الطعام حيث يرسلون رسالة حب وكرامة إلى من في الخارج ؛ على اليمين: رجال دين ونشطاء حقوقيونيردون على رسالة المحبة ويطالبون بالحرية لجميع المعتقلين. الصورة اليمنى لثيو ريجبي

تعمل وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) على تجريم المهاجرين واللاجئين. إنه امتداد وتوسيع لنظام الجثث الضخم في الولايات المتحدة الذي يحتجز بشكل غير مناسب جثثا لأشخاص ملونين وذو بشرة داكنة. اعتقال المهاجرين بهذه الطريقة هو غير عادل وغير إنساني وغير ضروري على الإطلاق. تسعى حركة إلغاء قانون الهجرة والجمارك إلى التخلص من الجدران العنصرية والمعادية للأجانب ، بالشراكة مع مشاريع أخرى لهدم جميع الجدران التي تعزز الحبس الجماعي وتحد من الهجرة الجماعية

تحرص وكالة انفاذا الهجرة والجمارك الأمريكية على معاملة المهاجرين واللاجئين بطريقة سيئة. ، ويعاقب بشكل مفرط ومضاعف في كثير من الأحيان أولئك الذين يحرمون من حقوق المواطنة. سمعة الوكالة سيئة بسبب المعاملة اللاانسانية اللاإنسانية للمحتجزين: المرافق قذرة ، ويوجد نقص في مستلزمات النظافة ، ونقص في الرعاية الطبية ، والعمل القسري ، واتصال المعتقلين المحدود مع أحبائهم. وقد ساءت هذه الظروف في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد: انتشار المرض من خلال عمليات التنقل للحراس وعدم فحصهم ، وعدم توفير الأقنعة والصابون ، وعدم القدرة على التباعد الاجتماعي ، مما جعل السجن مكانا يقضي المعتقلون فيه حكما بالاعدام. مات اثنين من المعتقلين بسبب الوباء

يحتج محتجزو دائرة الهجرة والجمارك على ظروفهم المؤسفة والمميتة من خلال تنظيم إضرابات عن الطعام للمطالبة باسترداد كرامتهم ، ومن خلال الإبلاغ عن الانتهاكات التي يتعرضون لها لذوي الاختصاص في مجال حقوق الانسان خارج المعتقل المجتمع الخارجي ، وعن طريق وضع استراتيجيات لمحاميهم للإفراج عنهم. يعمل المحامون والناشطون والقادة الدينيون بجد من أجل إطلاق سراحهم والاستفادة من انتشار الوباء للكشف عن المزيد من الأعمال الوحشية لممارسات الوكالة الأمريكية. لقد تمكنا معًا من إطلاق سراح مئات المعتقلين واعادتهم لعائلاتهم ومجتمعاتهم ، وأحيانًا يذهب اولئك الذين أطلق سراحهم الى التجمعات المحلية التي توفر المأوى لهم. واحداً تلو الآخر ، يسترد المعتقلون الحرية ونحن نعمل معًا لهدم الجدران القائمة على العنصرية ومعاداة الأجانب

ترسل الصور أدناه رسالة تضامن قوية بين محتجزي الوكالة في في معتقل ميسا فيردي (بيكرسفيلد ، كاليفورنيا) والقادة الدينيين في منطقة الخليج (بيركلي ، كاليفورنيا). لقد اتحدت العائلات مع بعضها البعض. على مدى الأشهر الأربعة الماضية ، كان مطلوبا من الوكالة الإفراج عن مئات السجناء. نحن نواصل النضال من أجل حرية جميع الذين لا يزالون في السجن

9 / 17
طولكرم، فلسطين المحتلة
منال شقير، الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان
منال شقير، الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان

ماهو الجدار الذي تحاربون ضده؟
في الساعة الثالثة صباحاً ، يصطف حوالي 20 ألف عامل فلسطيني لساعات على حاجز الطيبة العسكري الإسرائيلي الذي أشبه مايكون بالقفص. إنه واحد من بين حواجز عسكرية أخرى منتشرة في أنحاء الضفة الغربية والتي يتعين على العمال الفلسطينيين المرور من خلالها للوصول إلى عملهم في الداخل الفلسطيني المحتل (اسرائيل) كل يوم

لتجنب "القفص" المزدحم ، يصل بعض العمال إلى المكان الساعة 12:30 صباحًا. ومع ذلك ، فإن عملية التفتيش الطويلة تجعل حتى أولئك الذين يصلون في وقت مبكر ينتظرون لساعات. يمر جميع العمال البالغ عددهم 20 ألفًا بآلات تفتيش تظهر أصغر تفاصيل أجسادهم على شاشة أمام الجيش الإسرائيلي لأغراض أمنية كا تدعي سلطات الاحتلال. لكن هذا بالنسبة للاحتلال تفتيشا غير كاف. يجبر الكثير من العمال الفلسطينيين على خلع كامل ملابسهم في غرف تفتيش أمام مفتشين اسرائيليين

ان عملية التفتيش هذه هي طريقة أخرى لاذلال الفلسطينيين وترسيخ احساسهم بدونيتهم وتجريدهم الممنهج من انسانيتهم

كيف تغير الوضع مع تفشي الوباء؟
عندما انتشرت جائحة فيروس كورونا المستجد ، حرصت الحكومة الإسرائيلية على استمرارية نمو اقتصادها من خلال الاستمرار في استغلال العمال الفلسطينيين. على الرغم من الوباء ، لا يزال يتعين على العمال الانتظار لساعات عند الحواجز العسكرية حيث يكون التباعد الاجتماعي كتدبير احترازي أمرًا مستحيلًا. في مكان العمل ، لا يتم توفير الحماية اللازمة لهم

كيف تقاومون الجدار؟
يرتكز الاحتلال الإسرائيلي على أسس رأسمالية ونيوليبرالية تستغل العمال الفلسطينيين. إن معاناة العمال الفلسطينيين وغيرهم من العمال حول العالم مرتبطة ببعضها البعض. ولذلك فان وحدة نضال العمال ضرورية لتعزيز القوة الجماعية للناس لتحدي استبداد النظم الاستغلالية التي تجني الأرباح من خلال استغلال العمال

10 / 17
هونج كونج
جين كابانيز
جين كابانيز، المنظمة البيئية والثقافية للمهاجرين

في خضم معركتنا ضد جائحة كورونا ، القطاع الأكثر ضعفاً هنا في هونغ كونغ هو قطاع  العاملين في المنازل من المهاجرين. مع
إجازات يومية أقل ، وساعات عمل أطول ، وعدم إمكانية الحصول على كمامات ، ومعقمات وضروريات أخرى - بصرف النظر عن النضال من أجل الحصول على سكن يكفل المتطلبات الانسانية ، و 11 ساعة من العمل  دون انقطاع وتقاضي الحد الأدنى من الأجور -  كل هذه الأمور تجعلهم عرضة للاستغلال وسوء المعاملة.

على الرغم من المساهمة التي يقدمونها للاقتصاد ، فإن المهاجرين العاملين في المنازل لايتم تقدير قيمتهم الحقيقية. إهمال الحكومة لاحتياجاتنا واضح. يتم التعامل معنا كسلع، وليس كبشر. نحن نُعامل كعبيد ، وليس كعمال.

ان التعامل معنا بهذه الطريقة وضع جدارا بيننا وبينهم، جدارًا بيننا وبينهم   يحول دون اعترافهم بقيمتنا والأهم من ذلك جدارا بيننا وبين حلمنا أن نعيش جميعا بشكل لائق وأن تصبح العبودية شيئا من الماضي

11 / 17
تيخوانا، المكسيك
جيلبيرتو كوندي
ثريا فاسكويز، الأترو لادو

الجدار على حدود تيخوانا - سان دييغو ، هو المكان الذي  تنمو فيه أجنحة  الأحلام المحطمة لآلاف طالبي اللجوء ، المحاصرين في حطام سفينة رحلة متوقفة وشوق يرفض الموت

يؤدي الوباء إلى تفاقم الأزمة الإنسانية على هذه الحدود ، ويتحول الجدار إلى تراكم للقوانين والإجراءات التقييدية التي  تطمس حق اللجوء. في ظل الخوف الذي لا ينتهي من الانتظار ، انتشر القلق واليأس أيضًا [هل هو معدي أيضًا؟]. معاناة العائلات هي وباء اخر

لقد تخلت الحكومات عن أسر المهاجرين وتركتهم لمصيرهم. نحن في منظمات المجتمع المدني نقاوم، نعمل عن طريق نماذج الرعاية عن بعد ، ونقدم المساعدة الإنسانية لتلبية الاحتياجات الأساسية لأولئك الذين لايملكون شيئا ، ونواصل مرافقتهم  ونناضل من أجل حق الإنسان في الهجرة. لا أحد يستسلم هنا

12 / 17
ليسفوس، اليونان
لورين ليت، مركز ليسفوس القانوني
لورين ليت، مركز ليسفوس القانوني

ماهو الجدار الذي تحاربون ضده؟

هنا ، في هذه الصورة التي  التقطت  من جزيرة ليسفوس في 17 حزيران 2020 ، تظهر سفينتان يونانيتان تحيطان  بقارب للمهاجرين ، بعد أن أكدت  إحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي بأن القارب يوجد في المياه اليونانية. ترك  قارب المهاجرين  لعدة ساعات دون تقديم مساعدة لمن على متنه. جمع خفر السواحل التركي لاحقًا المهاجرين الذين كانوا يركبون القارب ، وأعادهم إلى تركيا. إن عمليات الطرد الجماعي التي تتم بهذه الطريقة تتعارض مع القانون الدولي ، وتنتهك حق الأفراد في الحياة ، والحق في عدم التعرض للمعاملة القاسية والمهينة ، وتنتهك القانون البحري الدولي الذي يفرض تقديم  الإنقاذ اللازم للأفراد في البحر

كيف تغير الوضع مع تفشي الوباء؟

في الأول من اذار 2020 ، علقت اليونان الحق في طلب اللجوء ، وأعلنت أنها ستعزز من تحصين حدودها لمنع دخول المهاجرين الذين يسافرون عن طريق تركيا. في حين تمت إعادة الحق في طلب اللجوء تقنيًا ، أعقب إعلان الأول من اذار اعتماد الدولة اليونانية مختلف الممارسات التي تنتهك حقوق المهاجرين ، والتي لا تزال مستمرة حتى الآن ، بما في ذلك الاستمرار في التحصين الشديد لحدود اليونان ، وتزايد أعداد عمليات الطرد الجماعي من اليونان إلى تركيا ، وإساءة معاملة من يصلون اليونان من تركيا

كيف تقاومون الجدار؟

تثبت الشهادات  التي أخذت بشكل مباشر من الضحايا ، التي جمعها مركز ليسفوس القانوني ، أن عمليات الطرد الجماعي التي تحدث في منطقة بحر إيجه هي عمليات ممنهجة ، ويوجد طريقة عمل واضحة تنفذها سلطات يونانية مختلفة ، عبر مواقع مختلفة في بحر إيجه وجزر شرق بحر إيجه

13 / 17
هونج كونج
ري اسيس
ري اسيس، بعثة اسيا والمحيط الهادي للمهاجرين

التأشيرة هي تأشيرة. لكن "البيسا" (وتعني القوة باللغة الأم  لسكان التغالوغ الذين يشكلون ربع التعداد السكاني في الفلبين) تقع في أيدي الأشخاص الذين يصدرونها. وبالتالي ، حتى لويدا ، المقيمة الدائمة في اليابان ، سيتم فصلها عن طفليها لأنها اتهمت خطأً بأنها متواطئة في انتهاك قانون الهجرة

الآن ، عادت لويدا إلى "الوطن". ولكن أين هوالوطن بالنسبة للمهاجر؟ في حين أنه يمكن للهجرة أن تكون أيضًا خيارًا ، فقد أصبحت قرارًا قسريًا للناس من أجل البقاء على قيد الحياة ، وترك عائلاتهم وراءهم حتى يتمكنوا من توفير لقمة العيش لهم ، والأمل بمنحهم حياة أفضل

حياة المهاجرين مليئة بجدران غير مرئية تمنعهم من تحقيق أحلامهم بالكامل ،  ومن الاعتراف بهم كأشخاص مثل باقي الناس

14 / 17
مانيلا، الفلبين
ا.ج سانو
ماريا تيريزا نيرا-لورون

صورة جدار مرسوم عليه شخصية بطلة خرافية خارقة في التراث الفلبيني 

دارنا هي شخصية خيالية ، و بطلة الفيلم الكوميدي الفلبيني المحبوب للعديد من الأجيال حتى الآن. إنها ترمز إلى قوة الشخصية ، والتضحية حيث تعمل على محاربة الشر وفعل الخير ، وتثبت أن الإعاقة ليست عائقاً في خدمة البشرية. صورة دارنا المرسومة على الحائط رمزية للغاية - فعل تحدٍ للقوى المسيطرة، وملهمة للشعب الفلبيني في هذه الأوقات العصيبة للغاية

تتحمل الفلبين اثار أطول إغلاق في العالم (حتى أطول من الإغلاق الذي دام 76 يومًا في ووهان ، الصين) ، في ظل وجود حكومة غير كفؤة وغير خاضعة للمحاسبة حيث تبنت نهجًا عسكريًا كطريقة للاستجابة لفيروس كورونا المستجد، هذا الى جانب عدم المساواة على مستويات عدة والناتجة عن الإرث المستمر للاستعمار. كان الإغلاق كارثيًا لملايين الفقراء الفلبينيين حيث أن القيود جعلت من الصعب العثور على مصادر لكسب الرزق والطعام ، مما دفع العديد من العائلات الى الاعتماد على حصص الدولة غير الكافية والمتضائلة. تم اعتقال أو تعذيب أو قتل أكثر من 100.000 شخص بسبب انتهاكهم للحجر الصحي (كونهم لايجب أن يكونوا في الخارج أو في مجتمع ليس ملكهم) ، في حين أن المسؤولين الحكوميين وغيرهم من كبار الشخصيات يستطيعون الاحتفال والسفر

استخدمت الحكومة الوباء لإسكات المعارضة من خلال قمعها لوسائل الإعلام المستقلة والأصوات الناقدة. تم إغلاق أكبر محطة بث في الفلبين ، و اتهم وأدين صحفي مشهور عالميا بارتكاب جريمة سيبرالية ، ووافق الكونغرس على عجل على قانون مكافحة الإرهاب. ولكن على الرغم من ذلك ، يجد الفلبينيون قوة في مقاومتنا الجماعية والتضامن مع بعضهم البعض. سنستمر، سنستمر في المقاومة

15 / 17
بيرنبالا، شمال غرب القدس، فلسطين المحتلة
منال شقير، الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان
منال شقير، الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان

وقفت قبل ثمانية أشهر أمام الجدار في بيرنبالا كما تقف المجموعة الظاهرة في الصورة أعلاه. وقفت وتأملت الجدار أمامي. رأيت فيه  وحشًا عملاقًا يتحكم تمامًا بوجودنا المكاني والزماني في وطننا

رحلت العائلات التي كانت تسكن المنازل القريبة من الجدار

قيل لي إن أصحاب المنازل المهجورة اضطروا للانتقال إلى القدس للعيش في مناطق مأهولة بالسكان حتى يتمكن أطفالهم من الوصول إلى المدارس التي اعتادوا الذهاب اليها قبل بناء الجدار. ربما هم  يمرون بأوقات عصيبة مثل باقي المقدسيين منذ انتشار الوباء. يعامل الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين في القدس على أنهم فئة وجودها مستثنى من خلال منعهم من الحصول على الرعاية الطبية المناسبة وإجراءات الوقاية وسط انتشار الوباء مقارنة باليهود الإسرائيليين الذين يعيشون في المدينة

ومع ذلك ، وبما أن الاحتلال الإسرائيلي ينكرعلينا ماضينا وحاضرنا ، فلا ينبغي لنا أن نسمح لهم مطلقًا بحرماننا من تصور مستقبل أفضل ، مستقبل يكون الجدار فيه قد هدم ، ويكون أصحاب المنازل المهجورة قد عادوا الى بيوتهم ومستقبل لاتكون فيه القدس مكانًا يميز الاحتلال فيه ضد الفلسطينيين. قد يبدو هذا التصور للمستقبل مستحيلًا وغير قابل للتطبيق. ومع ذلك ،  كشعب خاضع لنظام استعماري استيطاني ومنظومة فصل عنصري ، فنحن من نحدد ما هو أكثر جدوى وعقلانية في تصورنا عن المستقبل ، مستقبل أكثر عدلا بدون جدران وأي ممارسات أخرى للتفرقة العنصرية التي تجعلنا نشعر باستمرار بأننا غرباء في وطننا

16 / 17
أراضي اودهام المحتلة، ال ويبيا، ينابيع كويتوباكيتو في اورجان بايب ناشيونال مونامينت بارك، اريزونا، الولايات المتحدة الأمريكية
كونر هاندلي و وي كي: كيوان هيماجكام (الناس يقفون معا)، كانون الثاني 2020
ايمي جوان

تظهر هذه الصورة شعب توهونو أودهام وهيا سيد أودهام وأودهام في المكسيك على جانبي الحدود الأمريكية المكسيكية وقد تم التقاطها بعد مناسبة دينية للاحتفال بينبوع الماء المقدس ، حيث شارك أفراد من شعب أودهام من جانبي الحدود في تناول الطعام وأداء الصلاة مع بعضهم ، ولإظهار أنه لا توجد حدود يمكن أن تمنع أبناء شعب أودهام من أن نكون كما نحن ، ولا تقسيم لشعبنا أكثر من ذلك

قسمت الحدود الأمريكية المكسيكية ، التي تأسست بموجب معاهدة غوادالوبي هيدالغو (1848) وصفقة جادسدن (1854) ، أراضي وشعوب أودهام إلى شطرين منذ إنشائها. لم يتم استشارة الشعوب الأصلية في هذه الأرض أبدًا عندما تم ترسيم الخط الفاصل، وحتى يومنا هذا لا يعتبرون السكان الأصليين شركاء متساوين في البناء المستمر للبنية التحتية العسكرية. لقد غيرت هذه الحدود حياة وتاريخ أودهام من خلال إنشاء حواجز  تقيد الحركة عبر الحدود حيث يسكن شعب أودهام في كل من المكسيك والولايات المتحدة. ليس لدى شعب أودهام  في المكسيك إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم ولايوجد خطوط ماء وكهرباء. عبر السنين كان يمر سكان اودهام من الحدود من أجل تلقي الرعاية المقدمة لهم  كونهم جزءا من أمة توهونو اودهام دون أية مشاكل. أيضا ، العديد من أفراد شعب أودهام في الولايات المتحدة اعتادوا على عبور الحدود لأغراض احتفالية ودينية ، وكذلك للبقاء على اتصال مع العائلة والمناظر الطبيعية المقدسة

لسنوات عديدة ظلت الحدود عبارة عن سياج شائك ، ولكن بعد أحداث الحادي عشر من أيلول تغيرت بشكل جذري لتصبح واحدة  من أكثر مناطق السكان الأصليين المزودة بوسائل عسكرية، إن لم تكن المنطقة الأكثر تعزيزا من الناحية العسكرية  في الولايات المتحدة . ومنذ ذلك الحين ، تم تعزيز الحدود بحواجز فولاذية بأسلوب نورماندي ،حيث تم  توحيد  أبراج ثابتة من الشركة العسكرية الإسرائيلية  (البت سيستمز)، والآن يوجد جدار حدودي فعلي. ويوجد على أرض شعب توهونو أودهام أيضًا قاعدتان  تشغلهما دورية الحدود الأمريكية ، يوجد دوريات برية  وأنظمة مراقبة ونقاط التفتيش في كل مدخل ومخرج يمر من خلاله شعب توهونو أودهام

في كانون الثاني 2020 ، احتشد الشباب من شعب  أودهام لحماية ينابيع ال ويبيا كويتوباكيتو المقدسة ، التي مازالت موجودة في الصحراء القاسية منذ أكثر من 16000 عام وهي موطن لبعض الأنواع النادرة من الحيوانات  الأكثرعرضة للانقراض مثل سلحفاة الطين المعروفة باسم (سونوران) و سمكة القرش (سونوران) ، بالإضافة إلى حلزون الينابيع ، وهو بحجم بذرة الخشخاش

أدت هجمة بناء جدار ترامب على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية الى قيام المشيدين للجدار باتخاذ اجراءات قاسية خلال الوباء، فقد قام بناة الجدار بضخ المياه من ابار المياه الجوفية في المنطقة لخلط الخرسانة التي يستخدمونها في بناء الجدار المتجه نحو يوما ، أريزونا. منذ كانون الثاني ، انحسر النبع وجف بشكل كبير. يقوم أفراد المجتمع حاليًا بإنشاء معسكر للبقاء في الموقع لحماية النبع من مزيد من الدمار

17 / 17
كاتوترا، ويندهوك، ناميبيا
كوني بينسون
كوني بينسون، اشير جاميدزي، ناشيلونغويشبوي موشانديا

تطبيق عملي لمرحلة مابعد الجدران في المستقبل

تم التقاط  الصورة في مدرسة جاكوب مارينغو الثانوية في كاتوترا ، ويندهوك. كانت اولى الجداريات التي رسمت على الجدار في عام 2019 ، تتويجا لعدد من السنوات من التنظيم عبر مستويات  مختلفة في الجنوب الأفريقي من خلال الفن والتاريخ والتعليم  وكلها أنشطة من ضمن مشروع التحرير الأوسع. منذ عام 2016 ، بدأنا نبني مجموعة من الأشخاص  للتعاون في المشاريع التي تحاول الجمع بين هذه الممارسات المنفصلة (عادة) من خلال ورش العمل التي تحاول تعميق الخيال التاريخي الراديكالي بشكل يتجاوز الحدود الوطنية. ان التجربة التي نقوم بها لتخيل مرحلة مابعد الجدران والحدود تمثل استجابتنا لتواريخ وأزمات الحدود السياسية المعاصرة. من خلال هذا العمل لتحدي الحدود ، نحاول المشاركة والمساهمة في الحركات بشكل يخدم  سياقنا الخاص وفي أماكن أخرى نتخيل ونبني مستقبلا تحرريا

تم رسم "الخيال الراديكالي هو المستقبل"  (كما يظهر في الصورة) على حائط المدرسة في نهاية  ورشة عمل لرسم جدارية بشكل جماعي مع طلاب كلية الفنون وطلاب المدارس الثانوية والمؤرخين والناشطين خلال مهرجان الفنون التحررية (التحرر من الاستعمار) الذي يدعى أويلا. تبع ذلك جولة دراسية لشباب بلا حدود عبر جنوب أفريقيا وبوتسوانا وناميبيا في العام السابق ، حيث شاركت معنا مؤسسة المدرسة  اوتيلي ابراهامز تاريخ المدرسة ، في سياق تاريخ حياتها الشخصية. شاركت العمة تيلي (اوتيلي ابراهامز) في الحركات النسوية والاشتراكية منذ أن كانت مراهقة وانضمت إلى مجموعات القراءة السرية في ويندهوك وكيب تاون في الخمسينيات من القرن الماضي ، حتى في الوقت الذي كانت فيه جزءًا من تأسيس منظمة شعب جنوب إفريقيا ، تدير معسكراتها التعليمية في تنزانيا ، الى أن تم طردها لتحديها القيادة الفاسدة والتبرعات التي زرعت بذور الانقسام

عند العودة بعد 16 عامًا في المنفى مع حركات تحرير الجنوب الأفريقي في زامبيا وتنزانيا والسويد ، أسست اوتيلي ابراهامز مدرسة جاكوب مارينجو التعليمية - مدرسة للتحرير ترتكز على مبادئ الديمقراطية التشاركية والتفكير النقدي وعدم التحيز الجنسي. سميت المدرسة باسم زعيم تحالف ناما وهيريرو ضد المستعمرين الألمان بين عام 1904-1908. بدأت المدرسة ، جاكوب مارينغو ، في معارضة تعليم البانتو في ناميبيا. ناميبيا كانت حتى عام 1990 ، يحكمها نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا كما الذي ورثه لهم المستعمرون الألمان بعد الحرب العالمية الاولى . تم التعامل معها على أنها بانتوستان ، باسم جنوب غرب أفريقيا

كان تحدي الحدود التي رسمها الاستعمار وخلق عوالم بدون جدران أمرا مهما للمدرسة منذ البداية. تذكرت العمة تيلي: "عندما فتحت مدرسة جاكوب مارينغو أبوابها للطلبة، كان ربع طلابنا من جنوب إفريقيا حيث أحرقت المدارس - أطفال مسيسون للغاية ؛ وجاءت المجموعة الأخرى من شمال ناميبيا ، حيث كان على المدارس الثانوية العمل تحت رقابة أعين قوات الاحتلال ، لذلك رأينا أن مهمتنا هي إعداد الأطفال لدولة مستقلة ولتنمية البلاد ". من 25 طالبًا في عام 1985 ، كان عدد طلبة المدرسة أكثر من 1000 طفل/ة. يأتي حوالي نصف الطلاب من أنغولا ورواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ويكافحون من أجل الحصول على  القبول في "المدارس المحلية". لأن ... الماضي ليس تاريخًا والحاضر يتطلب خيالًا جذريًا ليأخذنا إلى الأمام نحو مستقبل بلا حدود